المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, 2018

إنتقام

صورة
إستيقظت من المخدر واجده نفسها واقفة مكبلة بالكثير من الحبال فى سقف الغرفه و يداها مفروده بجانبها و عيناها مليئة بالرعب ، لا تعلم بعد ما ينتظرها من أهوال ، تلاقت عينانا فنظرت لها نظرات حانية لطيفة قائلة : لا تخافى يا صغيرتى فلم نبدأ اللعبة بعد ، لنرى ما يمكن فعله الأن ، لنبدأ بنزع أظافر قدمك واحد تلو الآخر ، لا تستهلكى قوتك فى الصراخ الأن فنحن لازلنا فى البداية ، حاليا ننتزع أظافر يديكى هى الأخرى ، و نقطع عقل أصابعك عقلة تلو عقلة ، سأبتر يديكى و قدميكى تباعًا و بين كل واحده وأخرى نكوى الجرح ، الأن جاء موعد حقنة الأدرينالين ليتدفق الدماء فى خلايا جسدك ، إتستعيدى بعضًا من عافيتك لنكمل ما بدأناه يا صغيرتى ، سأعطيكى راحة لتستعدِ للمرحلة الثانية من مسلسل تعذيبك ، أنظرى لقد إشتريت لكِ سكاكين جديده إحتفالًا بهذا اليوم الجليل ، حسنًا يا صغيرتى لا تتوسلينى لكى أغفر لكِ خطأكِ معى ، المرحلة الثانية على وشك البدأ ، لتعلمى يا صغيرتى أننى حاولت جاهده إثناء عقلى عن ما سيحدث بكِ لكنه أقنعنى أنكِ تستحقين و بجدارة ما يلى ، سأرسم جداريتى على جسدك الممشوق بسكاكينى ذات النصل الحاد ، جدارية ممتازة محفو...

شخصوا حالتى بالإكتئاب

صورة
فتاة بسيطةٌ فى أول العمر أبلغ أربعة و عشرون شتاءً، كنت فتاة مرحة مقبلة على الحياة بكل ألوانها ، أراها براقة حتى و إن لوثها بعض الضباب و العتمة ، بدأ تغيري منذ خمسة أعوام ، أحببت الجلوس فى المنزل بصحبة الكتب و دفتري و ألوانى ، كتبى رفيقة دربى من سن الخامسة ، دفترى كاتم أسرارى و ألوانى صديقتى المفضلة ، أحببت التلوين و عشقت القراءة ، أقصيت بعض الناس ، ولكن منذ أقل من سنة بدأ كل شئ فى التزايد ، لم أعد أرغب فى الخروج مطلقًا ، لم أعد أشتهى أى ألوان من الطعام أو الشراب ، أرى حدود العالم هو جدران غرفتى ، أنام معظم يومي ، صرت لا أرغب فى التكلم مع أحد ، باتت أبسط المهام ثقيلة لا أقوى على فعلها ، أضحت غرفتى ثقبى الأسود ذات رائحة عطنة متغلغلة حتى الأعماق ، أحاول إثناء عقلى عن أفكاره الحمقاء الإنتحارية ، بدأت مخيلتى فى رسمى جثة هامدة منتحرة مستخدمة كل الوسائل المتاحة ، تارة عند وقوفى فى شرفة بيتي بالدور العلوى أرى جسدى مستمر فى السقوط حتى يرتطم زاخرًا بدمائى الأرض و بقايا جسدى المتهالك ، تارة أخرى يمر أمام عيني عند وقوفى على شريط القطر سقوطى جاعلًا من جسدى خرقة بالية ممزقة أسفل عجلاته ، عبور...

رحلة غيبيه أخرى

صورة
بدأ المخدر يلهو فى عروقى و بين ثنايا عقلى ، الرؤية تتلاشى تدريجيًا من أمام عيني ، أحاول جاهدًا نسيان ما حدث هذه الليلة ، صراخ فريدة فى وجهى قائلة " إنت مش نافع فى حاجه ، مايا و راميها مبتشوفهاش، و شغل مش بتشتغل ولا بتصرف على البيت ، حتى فلوسى اللى بتعب فيها بتاخدها تصرفها على الزفت اللى بتشربه ، إنت إيه يا أخى مش بنى آدم " ، أعذرها فهى حقًا لا تعلم شيئًا عما يدور فى مخيلتى ، مايا إبنتى البكر طالما أحببتها ولكن لا أقوى على لمسها أو رؤيتها ، لا أزال مقتنع أنه لا ينبغى أن يكون مولدها الأن و فى هذه الدولة المستبدة ، دولة أتت على أبيها و حلمه الوحيد مدمرة كلاهما حتى النخاع ، تركتها و نزلت من الشقة متجهًا إلى شقة حسين ، اليوم سيأتى بمخدر جبار على حد قوله ، اليوم عقلى سيذهب فى رحلة غيبيه أخرى، فل يفعل بى المخدر ما يشاء و لأفعل ما يحلو لى فى وجوده ، مايا ستنجب فى دولة عادلة منصفة ، حلمى يصبح واقع ملموس ،فلأدع المخدر يلهو فى عروقى و بين ثنايا عقلى .

حب من نوع آخر

لا يعرف أحد ما أشعر به تجاهه ، ليس حبًا بالتأكيد بل شئ آخر ، حُبًا من أجل الحب، أكاد أجزم أنه لا يوجد شعور بالأمان على هذا الكوكب حتى إحتضن يدى، لا أنتظر منه شيئا ، لا رسائل منتصف اليوم ولا مكالمات شاعرية على ضوء القمر ، أهيم به عشقًا لم يذوق حلاوته شخص ما ، فقط أريده هو ، أريد تخيل صورته أمامى قبل نومى ، تخيل كامل تفاصيله ، عينيه التى سرقتنى متى رأيته أول مره ، شعره الغزير، ثغره و إبتسامته ، يا الله من أين له بتلك الإبتسامة العذباء ؟! ، تذكر صوته يشدو لى أغانى فيروز المفضلة لكلينا ، أهدانى ورود قلبه عند معرفته بعشقى لها ، أتى إلى عالمى ماحى كل ذكرياتى السيئة و سوادى الأعظم و صنع لى أخرى لطيفة مبهجة محبة للحياة ، أرانى نفسى من خلال عينيه ، طفلة صغيرة لا يتعدى عمرها الخامسة ترتدى كنزة مطرز عليها أرنوب ، وصفه لقلبى" قلبك أنتِ ورده حمراء غضة ندية " ، قولى له " من يجمعهما الرب و يشكرا ، لا يفرقهما ، و أنا و أنتِ من الشاكرين " أتى الفراق و تلاشى فى حضوره كله شئ آخر ، غيابه نار تأكل فى روحى ببطئ شديد صانعة من ألمى بكائي نحيبى لحنٌ فريد ، أتى الفراق و لم أكن إكتفيت ب...