شخصوا حالتى بالإكتئاب




فتاة بسيطةٌ فى أول العمر أبلغ أربعة و عشرون شتاءً، كنت فتاة مرحة مقبلة على الحياة بكل ألوانها ، أراها براقة حتى و إن لوثها بعض الضباب و العتمة ، بدأ تغيري منذ خمسة أعوام ، أحببت الجلوس فى المنزل بصحبة الكتب و دفتري و ألوانى ، كتبى رفيقة دربى من سن الخامسة ، دفترى كاتم أسرارى و ألوانى صديقتى المفضلة ، أحببت التلوين و عشقت القراءة ، أقصيت بعض الناس ، ولكن منذ أقل من سنة بدأ كل شئ فى التزايد ، لم أعد أرغب فى الخروج مطلقًا ، لم أعد أشتهى أى ألوان من الطعام أو الشراب ، أرى حدود العالم هو جدران غرفتى ، أنام معظم يومي ، صرت لا أرغب فى التكلم مع أحد ، باتت أبسط المهام ثقيلة لا أقوى على فعلها ، أضحت غرفتى ثقبى الأسود ذات رائحة عطنة متغلغلة حتى الأعماق ، أحاول إثناء عقلى عن أفكاره الحمقاء الإنتحارية ، بدأت مخيلتى فى رسمى جثة هامدة منتحرة مستخدمة كل الوسائل المتاحة ، تارة عند وقوفى فى شرفة بيتي بالدور العلوى أرى جسدى مستمر فى السقوط حتى يرتطم زاخرًا بدمائى الأرض و بقايا جسدى المتهالك ، تارة أخرى يمر أمام عيني عند وقوفى على شريط القطر سقوطى جاعلًا من جسدى خرقة بالية ممزقة أسفل عجلاته ، عبور الطرق دائمًا يمثل لى التحدى الأصعب ، كيفية تلافى العربات و عقلى معًا ، عدم الوقوف فى المنتصف لترتطم بى عربة مسرعة ليرتفع جسدى عاليًا و يسقط مهشمًا رقبتى معلنًا موتى فى الحال ، لا أعرف إلى أى مدى ستستمر مقاومتى له . طاقتى تنهار و لا أقوى على التحمل مدة طويلة ، المساعدة يا الله.

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ليالى المشربيه

مجرد حوار

وردة الكون الأولى